صاحب الغبطة يوسف

دعوة إلى الصلاة والصوم لأجل سلام سوريا

٢ ٦ ٢٠١٢



في التقليد الشرقي القديم تبدأ الكنيسة بعد العنصرة وفي شهر حزيران بالذَّات بصوم أو قطاعة الرُّسل الاثني عشر، وعلى رأسهم زعيماهم بطرس وبولس اللَّذان تُعيِّد لهما الكنيسة شرقًا وغربًا في 29 حزيران.
يبدأ هذا الصَّوم (أو القطاعة) لهذا العام يوم الإثنين في الرَّابع من حزيران، وينتهي في اليوم الثامن والعشرين منه.
لقد سبق أن دعونا إلى الصَّوم والصَّلاة منذ بدء الأحداث المأساويَّة الدَّامية التي تعصف ببلدنا الحبيب سورية.
والآن وبعد تصاعد أعمال العنف، وبخاصَّةٍ التفجيرات والقتل والخطف والابتزاز، وقد طالت عددًا كبيرًا من المواطنين. ونذكر بخاصَّة أبناء رعايانا المسيحيِّين الرُّوم الكاثوليك وسواهم، ولا سيَّما في منطقة حمص. فإنَّنا ندعو جميع أبنائنا في أبرشيَّتنا البطريركيَّة الدِّمشقيَّة إلى ممارسة القطاعة، وإذا أمكن الصَّوم، وإقامة الصَّلوات الخاصَّة الإضافيَّة، وإذا أمكن اليوميَّة في الكنائس، كما فعل الكثيرون في الشهر المريمي.
هذا جوابنا أمام هذه المآسي التي تُدمي عيوننا وقلوبنا وتزرع الخوف والشكّ في نفوسنا كبارًا وصغارًا، وتخلِّف وراءَها الحقد والكراهية والثأر والانتقام...
ونذكر الضَّحايا الذين سقطوا في كلِّ مكان، ومن جميع الطَّوائف والملل. ونصلِّي لأجل راحة نفوسهم. كما نصلِّي أيضًا لأجل المرضى في المستشفيات، ولأجل المحزونين والمتألِّمين والمتشكِّكين والخائفين والنازحين، وجميع الذين في ضيقٍ وشدَّة...
نُرسِل هذه الرِّسالة أيضًا إلى باقي الأبرشيَّات والكنائس لكي نُعلمهم بهذه المبادرة. نقترح هذه الأدعية لترافق صلاتنا وصومنا وقطاعتنا:
 
1_ لأجل جميع المسيحيِّين. أن تُثبِّت في قلوبهم الإيمان المستقيم. وتحفظهم من ثورات البِدَع وتجمَعهم في كنيستك. مُظهرًا إيَّاهم أبناء النُّور وأبناء النَّهار. إليك نطلب يا ربّ فاستجب وارحم.
 
2_ لأجل الرُّؤساء وجميع المسؤولين. أن تُنير أذهانهم وتَهديَهم جميعًا سُبُلَ التَّفاهم والتعاون الفعَّال. لإصلاح الأمور وتحسين الأوضاع الاجتماعيَّة. إليك نطلب يا ربّ فاستجب وارحم.
 
3_ لأجل جميع المواطنين. أن تُنعِمَ عليهم بالإيمان والمحبَّة. وتُثبِّت في قلوبهم ما هو للتفاهم والسَّلام. إليكَ نطلب يا ربّ فاستجب وارحم.
 
4_ لأجل كلِّ نفسٍ مسيحيَّة حزينة. مُحتاجةٍ إلى رحمتك ومعونتك. أن يكون لها المسيح الإله تعزيةً وشفاءً. إليك نطلب يا ربّ فاستجب وارحم.
 
ونطلب أن تُتلى هذه الطلبات أثناء إقامة الصَّلوات في الكنائس، وأيضًا في البيوت في اجتماع العائلة للصَّلاة. وكذلك في اجتماعات الأخويَّات والنشاطات على أنواعها بحيث نواكب أوضاع بلادنا بالصَّلاة، والأمل والتفاؤل، بأنَّ سورية الله حاميها. والله إله السَّلام كفيلٌ أن يُعيد السَّلام والأمن والأمان والمحبَّة والتضامن والأخوَّة إلى ربوعها وبين جميع مواطنيها.
 
      مع محبَّتي وبرَكَتي ودعائي



 

+ غريغوريوس الثّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريّة وأورشليم 
للرُّوم الملَكيِّين الكاثوليك