صاحب الغبطة يوسف

مناشدة الضمير العالمي

٢٤ ٧ ٢٠١٤

 

بحزن عميق نتابع أخبار البلد الشقيق العراق، ولا سيما أخبار إخوتنا المسيحيين العراقيين من مختلف الطوائف، وبنوع خاص الرهبان والراهبات والأديار والكنائس. إنها منائر للإيمان والمحبة والثقافة والخدمة الاجتماعية والرحمة والعطاء والتضحية في سبيل جميع الناس بدون تمييز. والآن يخضعون لأشد أنواع التنكيل والعذاب والتشريد والإذلال من قبل فئات تدّعي الإسلام وإحلال شريعة الله تعالى، الرحمن الرحيم، وفي شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والتراحم والمودة والتسامح والضيافة والصلاة والصوم والصدقة...

إننا نضمّ صوتنا إلى صوت أخينا صاحب الغبطة البطريركة لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى. وقد قرأنا ما ورد في ندائه بعنوان "مسيحيو الموصل إلى أين؟"

إننا نناشد العالم أجمع لكي تعمل دول العالم مجتمعة لأجل قمع جماح هذه الفئات المتطرفة التي تهدد أمن العالم أجمع وتحاول أن تدمّر مشاعر المحبة والتواصل والتراحم والتضامن والتسامح والعدل والمودة بين جميع الناس، بين المسلمين تجاه المسلمين، وبين المسيحيين والمسيحيين، وبين الإنسان وأخيه الإنسان...

إن خطر هذه الفئات التكفيرية الحاقدة البربرية يداهم ليس فقط مسيحيي العراق بل جميع المواطنين في العالم العربي وجواره، لا بل يعرض مستقبل العيش المشترك في الشرق العربي، ويهدد بنوع خاص الشباب والفئات الجائعة التي تستغل مشاريعها لتصبح مشاعر غير إنسانية.

إننا نرفع صوتنا عاليًا ونحمّل العالم الأوروبي وأميريكا وروسيا وكلّ الدول مسؤولية نماء هذه المجموعات المتطرّفة التي لا تستحق اسم "الإسلامية" ولا "العربية" فالإسلام منها براء والعروبة منها أيضًا براء.

ألا فليسمع العالم صوت بطريرك عربي يحب الإسلام والمسلمين ويشاركهم شهر الصيام والرحمة والمحبة ويدعو العالم العربي أن يرفع صوته قبل العالم المسيحي والأوروبي. وليعمل المسلمون والمسيحيون معًا يدًا واحدة لأجل إنقاذ شرقنا العربي، الإسلامي المسيحي الحبيب من ويلات هذه الفئات الحاقدة، لكي يبقى الأمل في قلوب المسيحيين لا بل في قلوب كل إنسان عربي، أملاً بمستقبل أفضل، هو مستقبل الأخوّة والمودة والتراحم والحوار وقبول الآخر، من أجل أجيالنا الطالعة الشابة التي تحتاج إلى أجواء الحرية والعدالة والغفران والمصالحة والسلام.

وهذا كله ينطبق على الفظائع والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة. ونعيد ونكرر ما دأبنا على قوله بخصوص إيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهذا كفيل بحلّ الكثير من المشاكل والصراعات الطائفية البشعة التي تجتاح شرقنا الحبيب.

ألا فليسمع العالم صوت بطاركة الشرق وصوت قداسة البابا فرنسيس وصوت جميع الشعوب المحبة للسلام والعدالة والحوار والاحترام والإيمان والمحبة.