صاحب الغبطة يوسف

رسالة صاحب الغبطة إلى قداسة البابا

١ ٤ ٢٠١٣

 

دمشق 29/3/2013
 

الجمعة العظيمة والحزينة

صاحب القداسة!

 

تصلكم هذه الرسالة يوم الجمعة المدعوة العظيمة والحزينة، وفيه تقومون بمسيرة درب الصليب الأولى في حبريتكم كبابا كنيسة روما المتصدّرة بالمحبة.

 

أكتب لقداستكم هذه الرسالة من دمشق، وأنا ونحن نعيش درب صليب قاسياً، دموياً، مؤلماً وطويلاً، يمتدّ على كل طرق ودروب سوريا، يسير عليه ويحمله جميع السوريين، وذلك منذ أكثر من سنتين.

 

لقد وقع السيد المسيح ثلاث مرات تحت الصليب المقدّس، وسُخِّر سمعان القيرواني ليساعده في حمل الصليب. ونحن اليوم بحاجة إلى سمعان، أو بالحريّ إلى يسوع نفسه، ليحمل الصليب معنا، لكي ينتهي درب صليبنا دون تأخير، فنصل إلى نهاية سعيدة، إلى القيامة!

 

يا صاحب القداسة!

 

أنتم سمعان! أنتم يسوع ونائبه! نلتجئ إليكم أن أسرعوا إلى نجدتنا! سوريا تناديكم! جميع رعايانا، لا بل كل السوريين يناشدونكم، ويعوّلون على قداستكم، وينتظرون من قِبل قداستكم، من الفاتيكان، من المليار وربع المليار كاثوليكي في العالم، ينتظرون مبادرة ترسم خريطة طريق لإنهاء الأزمة، وإيقاف التسلّح والتسليح، وإنهاء العنف والإرهاب، والخطف، والابتزاز، والفوضى والقتل والضحايا الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم!... خريطة طريق في سبيل المصالحة والغفران والحوار والأمن والأمان والأخوّة والتعاون والتضامن والسلام!
 

صاحب القداسة!

 

مساعدتكم ثمينة جداً للجميع، ولكلّ الشرق الأوسط. فإنّ أزمة سوريا تؤثّر في البلدان المجاورة لسوريا، لا سيما لبنان والعراق وفلسطين ومصر، بل في كل بلدان الشرق الأوسط.

 

إننا ننتظر من قداستكم مبادرة، إشارة، وكلمة، مثل كلمة السيد المسيح: "إنني أتحنن على الشعب!" فأنتم لنا القديس فرنسيس صديق الفقراء! أنتم لنا سمعان القيرواني! أنتم لنا السامري الحنون! أنتم الأب الأقدس، بل أبونا الأقدس!

 

إننا نصلي لأجلكم كما طلبتم من الجميع. وليساعدكم المخلص الناهض من القبر كي تنعشوا في جميع المسيحيين الفرح وحماسة القيامة، من خلال خدمتكم البطرسية.

 

+غريغوريوس الثالث

 

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق

والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك

رئيس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا