أخبار من لبنان

غبطة البطريرك في لبنان وسوريا

١٠ ٢ ٢٠١٣

يوم السبت التاسع من شباط 2013، كان لغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام نشاط عامر

صباحًا توجه غبطته إلى دير سيدة الوحدة للراهبات الكرمليات (حريصا)، حيث احتفل بليترجيا القداس الإلهي، وترأَّس رتبة النذور الاحتفالية للأُخت الراهبة مارينا أُم الله. وقد شارك مع غبطته سيادة المطران سليم كيرلس بسترس (متروبوليت بيروت)، وهو المرجع الروحي للراهبات الكرمليات، ومجموعة من الكهنة من الآباء البولسيين والكرمليين والمرعيين والشويريين. وقد غصَّت الكنيسة المزيَّنة بالأيقونات، وهي رسم الراهبات. وغصَّت بالمؤمنين والمؤمنات. وألقى غبطته عِظة حول الإيمان الذي يبقى دائمًا موضوع تعجُّبنا. وصلّى لأجل المزيد من الدعوات للتكرُّس في الحياة الكهنوتيَّة والرهبانية. وصلَّى وطلب الصلاة لأجل أمن وأمان وسلام لبنان وسوريا، ولأجل إنهاء الحرب والعنف والقتل والدمار

وبعد الاحتفال زار غبطته أخاهُ صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهنَّأه بعيد القديس مار مارون شفيع الكنيسة المارونية. وتباحثا في إمكانية تحقيق فكرة اجتماع جميع بطاركة الشرق من جميع الطوائف، لكيّ يصلّوا معًا ويفكِّروا معًا لأجل تدعيم دور المسيحيين في الأزمات الحاضرة التي تعصف بالعالم العربي، ولا سيَّما في سوريا ولبنان ومصر والعراق وفلسطين

بعد الظهر غادر غبطتهُ البطريركية في الربوة إلى الكرسي البطريركي في دمشق. والساعة الخامسة والنصف مساءً ترأّس مسيرة إيمانيَّة روحيَّة بالشموع، شارك فيها كهنة الأبرشيَّة وحشد كبير من المؤمنين من الرجال والنساء والشباب والأطفال والأخويَّات والمراسم. وسارت المسيرة بالشموع من كاتدرائية سيدة النياح البطريركية وحارة الزيتون والطريق المستقيم (طريق القديس بولس)، مرورًا بكنائس السريان الأرثوذكس والفرنسيسكان والموارنة، وصولاً إلى ساحة باب توما

تخلَّلت المسيرة صلاة المسبحة المباركة، وأناشيد مريمية ووقفات تأمُّل، وصلوات لنيَّات مختلفة لأجل الأمن والأمان والسلام ولأجل الضحايا والمحزونين والجرحى والمتألِّمين والنازحين. مع وقفات صمت وتأمُّل

وقد رافقت المسيرة وسائل الإعلام السورية وتيلي لوميار وسواها... وانتهت في ساحة القدّيس توما، حيث ألقى غبطة البطريرك كلمة شرح فيها معنى مسيرة الشُّموع: أنَّها مسيرة نور

    الشُّموع تذكِّرنا بقول السيد المسيح:
-    أنا نور العالم!
-    وسيروا في النور
-    وهكذا فليضئ نوركم قدام الناس
والشُّموع تذكِّرنا بالآية القرآنية الكريمة: "الله نور السموات والأرض"

    أردنا في هذه المسيرة أن تُصبح كلّ طرقات الشام وطرقات سوريا ملأى بالشموع

    وأن تسير سوريا بجميع أبنائها مسيرة النور! ولنحمل شمعة بدل السلاح

    والمسيرة تعبير عن مسيرة جميع السوريين معًا متضامنين، ومع بولس نقول " أُبكوا مع الباكين وافرحوا مع الفرحين"

    ومن هنا ندعوا إلى إقامة مسيرات النور والأمل والحوار والمصالحة في كل أرجاء سوريا

وبعد المسيرة توجَّه غبطته والكهنة وعدد كبير من المشاركين إلى كنيسة القدّيس أنطونيوس للموارنة، لِكَيّ يشارك في القدّاس الاحتفالي الذي احتفل به غبطة النيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي بمناسبة عيد القدّيس مارون. وقد قَدِمَ غبطته ليعيِّد العيد مع أبناء رعيته، ويشارك في تنصيب غبطة البطريرك يوحنا العاشر

وصباح الأحد العاشر من شباط، حضر غبطته وسيادة النائب البطريركي المطران جوزف العبسي الليترجيا الاحتفالية وتنصيب غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

وطُلِبَ من غبطته أثناء الاحتفال بأن يقول كلمة تهنئة. جاء فيها:
هذا هو اليوم الذي صنعه الرَّب!
مباركٌ الآتي باسم الرب!

-    نهنِّئكم أيُّها الأخ الحبيب باسمي وباسم المطارنة أعضاء مجمعنا المقدَّس لكنيسة الروم الكاثوليك في البلاد العربيَّة والعالم، وباسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيَّة في سوريا، والكهنة والرهبان والراهبات والرعايا ولا سيَّما في دمشق

-    ونقول لكم أنَّنا نحبُّكم

-    ومن منطلق المحبَّة نقول لكم أنَّنا في شركة روحيَّة إيمانيَّة، وهنا سوريَّة ووطنيَّة، معكم ومع كنيستكم

-    ونقول لكم: فرحتنا مميَّزة لأنَّنا كروم كاثوليك نشعر أنَّنا في شركة مميزة مع الكنيسة الشقيقة الروم الأرثوذكس ... ونفرح بما يجمعنا معًا ونسعى لمزيد من الوحدة

-    وسنعمل معًا، أنتم يا صاحب الغبطة وقداسة البطريرك أغناطيوس زكا عيواص، كما كنَّا مع سلفكم أغناطيوس الرابع المثلَّث الرحمة وحقارتي، في هذه الظروف الصعبة، لأجل دعم أولادنا وجميع المواطنين، ولأجل أمن وأمان واستقرار وتعاون وحوار ومصالحة وسلام بلداننا، ولا سيَّما في سوريا لِكَيّ تبقى موحَّدة، ووطنًا لنا جميعًا. نبقى فيها في الشركة والشهادة والمحبَّة

وهذا وقد وجَّه غبطته رسائل إلى جميع البطاركة المسيحيين في المشرق، يقترح عليهم اجتماعًا روحيَّاً في هذه الظروف الصعبة، يكون هذا الاجتماع دعمًا روحيَّاً إيمانيَّاً لجميع المسيحيين لأجل إبراز دورهم إلى جانب إخوتهم المواطنين في مسيرة التضامن والمصالحة والحوار والسلام في المنطقة