سينودس الروم الملكيين الكاثوليك حزيران 2013

البيان الختامي لسينودس الكنيسة الملكية – 2013

١٧ ٦ ٢٠١٣


البيان الختامي لسينودس الكنيسة الملكية – 2013

في صباح يوم الاثنين 17 من حزيران 2013 افتتح غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم، أعمال سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، في المركز البطريركي الصيفي – عين تراز بالصلاة إلى الروح القدس، بحضور أعضاء المجمع المقدس:

صاحب السيادة المطران بولس برخش متروبوليت بصرى وحوران (جبل العرب) سابقًا.

صاحب السيادة المطران أندريه حدّاد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع سابقًا.

صاحب السيادة المطران جان عادل إيليا رئيس أساقفة نيوتن سابقًا (الولايات المتحدة الأميركية).

صاحب السيادة المطران إبراهيم نعمة متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقًا.

صاحب السيادة المطران يوحنا حدّاد متروبوليت صور سابقًا.

صاحب السيادة المطران كيرلس بسترس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما.

صاحب السيادة المطران نيقولا سمرا رئيس أساقفة نيوتن في الولايات المتحدة الأميركية

صاحب السيادة المطران بطرس المعلِّم رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل سابقًا

صاحب السيادة المطران جورج المرّ رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن سابقًا

صاحب السيادة المطران جان جنبرت متروبوليت حلب وسلوقية وقورش

صاحب السيادة المطران فارس معكرون رئيس أساقفة ساو باولو (البرازيل)

صاحب السيادة المطران جورج كحّالة الإكسرخوس الرسولي في فنزويلا

صاحب السيادة المطران عصام يوحنا درويش رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع

صاحب السيادة المطران نيقولا صوّاف رئيس أساقفة اللاذقية وطرطوس

صاحب السيادة المطرانجوزف العبسي النائب البطريركي في دمشق، رئيس اساقفة طرسوس شرفًا

صاحب السيادة المطران يوسف جول زريعي النائب البطريركي في القدس الشريف

صاحب السيادة المطران جورج حدّاد رئيس أساقفة بانياس ومرجعيون (قيصرية فليبّس)

صاحب السيادة المطران إبراهيم إبراهيم رئيس أساقفة كندا

صاحب السيادة المطران الياس رحّال رئيس أساقفة بعلبك

صاحب السيادة المطران جورج بقعوني متروبوليت صور

صاحب السيادة المطران الياس شقّور رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل

صاحب السيادة المطران جورج بكر النائب البطريركي في مصر والسودان، رئيس أساقفة بيلوسيوس شرفًا

صاحب السيادة المطران ميخائيل أبرص المعاون البطريركي في لبنان، رئيس أساقفة ميرا ليكيا شرفًا

صاحب السيادة المطرانعبده عربش الإكسرخوس الرسولي في الأرجنتين ومتروبوليت حمص وحماه ويبرود وما إليها.

صاحب السيادة المطران إيلي بشارة حدّاد رئيس أساقفة صيدا ودير القمر وأمين سر السينودس

صاحب السيادة المطران ياسر عيّاش رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن.

صاحب السيادة المطران روبير ربّاط رئيس أساقفة أوستراليا ونيوزيلندا

وقدس الأرشمندريت جان فرج رئيس عام الرهبانية الباسيلية المخلصية.

وقدس الأرشمندريت سمعان عبد الأحد رئيس عام الرهبانية الباسيلية الشويرية.

قدس الأب العام الياس آغيا رئيس عام الجمعية البولسية.

استهل غبطته الكلام مستشهدا برسالة القديس بولس إلى أفسس (1،3-12) وطالبا مع الرسول التعزية للذين هم في الضيق. وانتقل من ثمّ إلى عرض الظروف المأساوية التي يعيشها الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة. ووجه نداء إلى الدول طالبا عدم تزويد سوريا بالسلاح، ودعم مؤتمر جنيف 2.  وألمح إلى ثلاثة أنوار:  - الإرشاد الرسولي شركة وشهادة، - إعلان 2012-2013 سنة الإيمان، - السينودس حول التبشير الجديد. راجيا أن تشرق هذه الأنوار بشعاعها على أعمال السينودس.

وتابع غبطته الكلام عارضا مواضيع السينودس المتعلقة بالإدارة والتنظيم وتنشئة الكهنة وانتخاب مرشحين للأسقفية. وداعيا إلى ضرورة تنظيم أكبر للعناية بشؤون النازحين السوريين إلى بلداننا الشرق أوسطية.

في أعقاب ذلك عقد الآباء خلوة روحية ألقى فيها الأب يونان عبيد المرسل اللبناني عظة عن صفات الراعي وخاصة الأسقف اليوم، وأهمها الأمانة لدعوة الله وخياره لنا والترفع عن الأرضيات وملذات العالم، وحسن قيادة شعب الله. وكان للآباء مداخلات حول موضوع الخلوة أضفت عليها جوا أخويا وروحيا معا. وانطلق المجتمعون من بعدها إلى متابعة أعمال السينودس التي استمرت إلى صباح يوم السبت 22-6-2013. وأصدروا في ختامه البيان التالي:

1- لم يغب عن بال الآباء شبح الأوضاع الأمنيَّة المقلقة المخيِّم على سورية ولبنان، بل على المنطقة كلّها، ويؤلمهم خصوصًا العنف الذي يزرع الموت والدمار هنا وهناك، والذي انتكبت من جرّائه بعض أبرشيَّاتنا. لذلك فإنَّهم يدعون جميع الأطراف في سورية خصوصًا إلى نبذ العنف ورمي السلاح، وإلى التصالح وإيثار مصلحة الوطن على كلِّ مصلحة شخصيَّة فرديَّة أم جماعيَّة، ويدعون الدول الكبرى الضالعة في الأزمة السوريَّة إلى التوقّف عن توريد الأسلحة وإلى الاتّفاق على حلِّ سلميّ يسمح باستعادة الأمن والسلام والازدهار.

2- اطلع الآباء على أوضاع الأبرشيات، ولاسيَّما الأبرشيَّات التي في سورية، والتي تضرَّرت كثيرًا وعلى غير مستوى من جرَّاء الأحداث الدامية الجارية في ذلك البلد منذ أكثر من عامين. وتداعوا إلى مدّ يد العون لمساعدتها على مجابهة الأزمة المختلفة الوجوه، وألَّفوا لهذه الغاية "لجنة تضامن لوضع خطَّة عمل والاتصال بمصادر المساعدة". ويناشد الآباء المجتمع الدوليّ وكلّ قادر، فردًا كان أو مؤسَّسة، أن يمّدوا يد العون إلى النازحين الذين بلغت أعدادهم الملايين، ويعيش العدد الكبير منهم في ظروف تفتقر إلى أدنى حدود الكرامة الإنسانيَّة على أكثر من صعيد.

3- وإزاء المآسي الواقعة، يدعو الآباء أبناءهم في كلِّ مكان إلى التسلّح بالصلاة للتغلُّب على هذه المآسي وتخطِّي الأزمة، ليقينهم بأنَّ الصلاة تكاد اليوم تكون السلاح الوحيد الذي يقدر أن يقود إلى ميناء الخلاص. ويدعون أيضًا إلى الصلاة من أجل الذين ماتوا، ومن أجل عودة المخطوفين ولاسيَّما المطران يوحنا إبراهيم، والمطران بولس يازجي، والكاهنين ميشال واسحق، مناشدين الجميع أن يحرروهم وسائر المخطوفين.

4- وإننا نضم صوتنا إلى صوت قداسة البابا في خطابه في اجتماع المؤسسات الخيرية العالمية في روما متبنين قوله: "إنّي أودّ مرَّة أخرى أن أُطلق من أعماق قلبي نداء إلى مسؤولي الشعوب والمنظّمات العالميَّة ومؤمني جميع الديانات، وجميع الناس ذوي الإرادة الحسنة من أجل وضع حدّ لكلِّ ألم وكلِّ عنف وكلِّ تمييز دينيّ وثقافيّ واجتماعيّ. إنَّ الصراع الذي يزرع الموت يترك مع ذلك مجالاً للتلاقي والمصالحة التي تحمل الحياة. إلى جميع الذين يتألَّمون أقول بقوَّة: لا تفقدوا الرجاء أبدًا. إنَّ الكنيسة ترافقكم وتسندكم. أطلب منكم أن تعملوا كلّ الممكن، أن تلبّوا حاجات الشعوب المنكوبة الجسيمة، ولاسيَّما الشعب السوري، أمَّة سورية المحبوبة، النازحين واللاجئين الذين يتزايد عددهم. إنَّ القدّيس أغناطيوس الأنطاكيّ يخاطب مسيحييّ روما قائلاً: "اذكروا في صلاتكم كنيسة سورية... إنَّ يسوع المسيح سيذكر محبَّتكم". وأنا أيضًا أكرِّر ذلك: "اذكروا في صلاتكم كنيسة سورية... إنَّ يسوع المسيح سيذكر محبَّتكم". إنِّي أودع سيِّد الحياة الضحايا العديدة، وأتوسَّل إلى والدة الإله الفائقة القداسة أن تعزِّي جميع الذين هم "في محنة كبيرة". أجل، إنَّ محنة سورية هي حقًا محنة كبيرة".

5- وفي هذا المقام لا يسع الآباء إلاّ أن يقدِّموا شكرهم الخاص والعميق لإخوتهم السادة الأساقفة ولأبنائهم في بلاد الاغتراب، على المساعدة التي قدَّموها، والتي سوف يتابعون تقديمها إلى إخوتهم مطارنة أبرشيَّاتنا المنكوبة في سورية، وإلى أبنائهم النازحين، طالبين إلى السيِّد المسيح المحسن الأول والكبير، أن يعوِّض عليهم أضعاف ما يقدِّمونه.

6- وفي ما يتعلَّق بلبنان في هذه الأيام، فقد عبَّر الآباء عن خوفهم على الديمقراطيَّة في هذا البلد الذي طالما كانت هذه الديمقراطيَّة ميِّزته الكبرى، ولا سيَّما في محيطه العربي. وإنَّهم لذلك يدعون إلى وضع قانون انتخابي عصري يساوي بين المواطنين مراعيًا حقوق الجميع. وإلى الإسراع في تأليف الحكومة تجنّبًا للفراغ.

7- تدارس الآباء وثيقة التعديلات التي أجرتها اللجنة القانونيَّة على بعض البنود من الشرع الخاص المتعلِّقة بنظام السينودس والمحاكم، وأبدوا ملاحظاتهم على هذه التعديلات، ومن ثمَّ أقرّوها.

8- وتدارسوا أيضا "الإرشاد الرسولي في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، وكيف يسعهم أن يعمِّموا هذا الإرشاد على أبرشيَّاتهم ورعاياهم لتطبيقه وعيشه بحسب الرُّوح التي وضع فيها. وقد خرجوا بالتوصيات التالية حول هذا الموضوع:

 8-1- السهر على توزيع الإرشاد في الأبرشيَّات والرعايا لدراسته وتفصيله.

8-2- عقد مؤتمر حول الإرشاد يشارك فيه مطارنة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيون.

8-3- تشجيع النشاطات المشتركة مع الإخوة المواطنين لتوطيد أواصر المحبَّة والتعاون. انطلاقًا من مبدأ المواطنة.

8-4- الدعوة إلى التوبة وإصلاح الذات والشهادة الناصعة على مستوى الأفراد والمؤسَّسات كطريقٍ إلى إقناع الغير بصدق القِيَم الإنجيليَّة.

 9- استمع الآباء كذلك إلى تقريرٍ عن إكليريكيَّة القدّيسة حنّة الكبرى، قدَّمه رئيسها الأرشمندريت نعيم الغربي. فناقشوه وأبدوا ملاحظاتهم حوله وأصدروا توصية باستحداث مادة "الإدارة الرعويَّة" لتدريسها في المعاهد اللاهوتيَّة من ضمن مادّة الرعويَّات.

10- انتخب الآباء لائحة ثلاثيَّة لأبرشيَّة الأرجنتين من ثلاثة مرشحين للأبرشية على أن يُعيِّن قداسة البابا اسمًا واحدًا منهم.

11- انتخب الآباء أيضا رئيس المحكمة الإستئنافيَّة البطريركيَّة  المطران إيلي حداد، والمطران جورج حداد مشرفا على العدالة والمطرانين جوزف عبسي وجورج بقعوني قاضيين معاونيين في المحكمة السينودسيَّة، والمطران ميخائيل الأبرص محاميا عن العدل والمطران إيلي حداد محاميا عن الوثاق في المحكمة السينودسية عينها.

 12- أخيرا إنَّ الآباء يؤكدون على الرجاء الوطيد بأنَّ الغيمة السوداء سوف تزول وسوف تظهر أرض جديدة وسماء جديدة، وسوف يمسح الله كلّ دمعة عن عيوننا لأنَّ يسوع وعدنا وعدًا صادقًا أمينًا لا يسقط، بأن يكون معنا إلى دهر الدهور.