صاحب الغبطة يوسف

نداء إلى الملوك والرؤساء والقادة العرب

٢ ٦ ٢٠١٠



 

أيّها الأخوة الأحبّاء

في هذه الأوقات العصيبة والظروف المأساويّة نوجّه إليكم هذا النداء النابع من معاناة نعيشها جميعا ألا وهي معاناة الشعب الفلسطيني. فالدم العربي والفلسطيني وصرخات أطفالنا وهجرة شبابنا ويأس شيوخنا يدعونا للعمل بكل الوسائل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني- الفلسطيني للوصول إلى الوحدة الفلسطينيّة، والبيت العربي- العربي كي تكون كلمة العرب كلمة واحدة موحّدة وموحِّدة وفاعلة في المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الدامي الذي يدمّر مجتمعاتنا، لأن كلّ بيت ينقسم على ذاته يخرب كما يقول السيّد المسيح في الإنجيل المقدّس.
إن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك لطالما قدّمت الشهادة تلو الشاهدة لأجل القضايا العربيّة بشكل عام وللقضيّة الفلسطينيّة بشكل خاص من المثلّث الرحمة المطران غريغوريوس حجار شهيد القضيّة الفلسطينيّة إلى سيادة أخينا المطران إيلاريون كبوجي الشاهد والمناضل والمدافع عن هذه القضيّة.
إن وجود سيادته على متن أسطول الحريّة لفك الحصار عن غزة هو رمز وتأكيد لحضور كنيستنا إلى جانب الفلسطينيين والحق الفلسطيني والقضيّة الفلسطينيّة. لا بل إن نضال سيادته هو الدليل على موقف الكنيسة الكاثوليكيّة، والبابوات بالذات، هذا الموقف الواضح، الثابت، الصامد تجاه القضيّة الفلسطينيّة وحقوق الفلسطينيين، والذي تعبّر عنه بالدعم المقدّم للاجئين الفلسطينيين من قبل المؤسّسات المسيحيّة والكاثوليكيّةفي شرقنا وفي العالم أجمع.
كما أننا اعترافا بنضال أخينا المطران إيلاريون، فقد قرّرنا بسلطاننا البطريركي منذ سنوات أن لا يخضع أخونا المطران إيلاريون لواجب تقديم الاستقالة من منصبه الكنسي لداعي بلوغ السن القانونيّة.ولذا فإن سيادته لا يزال يحمل لقب النائب البطريركي العام في القدس الشريف، والمطران في المنفى الذي يمثّل كنيسة القدس في كل مكان.
ونحن كرأس لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وكبطريرك على القدس الشريف، وباسم بطريركيّة القدس وباسم مجلس كنائس سوريا الكاثوليك، نرفع الصوت عاليا معكم إلى جميع دول العالم لأجل إحلال السلام وحل القضيّة الفلسطينيّة. فمستقبل أجيالنا الطالعة في خطر فالهجرة والتهجير والبؤس والتطرّف والظلم هو منبع الحروب والصراعات الدمويّة التي إذا ما اندلعت ستطال العالم بأجمعه.
إن الاستنكارات لم تعد تنفع فلقد سئمت شعوبنا الاستنكارات والعالم يسخر من هذه الاسطوانة، لذا ندعوكم جميعا إلى أخذ الخطوات اللازمة مهما كان ثمنها، وإلى العمل الحثيث والمتواصل مع الدول الغربيّة وأميركا لإلزام إسرائيل بالسلام، الذي هو المستقبل المشرق لنا جميعا، لشرقنا وللعالم أجمع.
أخيرا ارفع الصلاة إلى الله عزّ وجل، كي يمنح السلام لأرض السلام.

 

غريغوريوس الثالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
والاسكندريّة والقدس الشريف