صاحب الغبطة يوسف

لحام ل"الوطنية": لتتقارب الاراء وتتوحد لانتخاب رئيس ولسنا مع فريق ضد اخر في سوريا بل نريد الجمع والتقارب الخميس 24 نيسان 2014 الساعة 13:30

٢٤ ٤ ٢٠١٤



لحام ل"الوطنية": لتتقارب الاراء وتتوحد لانتخاب رئيس ولسنا مع فريق ضد اخر في سوريا بل نريد الجمع والتقارب
الخميس 24 نيسان 2014 الساعة 13:30



وطنية - أكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، في حديث خاص ل"الوكالة الوطنية للاعلام"، "ان الكنيسة المسيحية في الشرق هي ابنة الشرق وولدت في الشرق، وقال احدهم "اذا كان المسيح ولد في فلسطين فالمسيحية ولدت في الشرق".

المسيحية ابنة الشرق
واشار الى ان "كنيسة القيامة تسمى في القدس نصف الدنيا او قلب الدنيا، وكانت خرائط العالم في القرون الوسطى ترسم في وسطها خريطة القدس، اي منطقتنا". وقال: "هذه المنطقة تميزت بالمسيحية كما تميزت ايضا باليهودية والاسلام، وما يجمعهم هو الواقع التاريخي الذي هو الدليل على كل ما يقال عن تواجدنا وتاريخنا المشترك وعن تفاعلنا مع بعضنا البعض، وتأثر كل فريق بالاخر، ما يعني اننا جميعا مولودون هنا، حضاريا وثقافيا وايمانيا. من هنا انطلقت الاديان السماوية الى العالم، وقد قال البابا يوحنا الثالث والعشرون ان ما يجمعنا في هذه المنطقة من العالم اكثر بكثير مما يفرقنا مسيحيا وايضا انسانيا وايمانيا ولبنانيا وعربيا".

وأوضح انه "في العالم العربي ما يقارب خمسة عشر مليون مسيحي عربي، اضافة الى وجود ملايين من المسيحيين غير العرب يعملون في البلاد العربية وخصوصا في دول الخليج، وهم من دول الفيليبين والهند ومختلف دول العالم وهؤلاء لهم اهمية كبيرة بتأثيرهم من حيث ايجاد التنوع في الخليج وبناء الكنائس في تلك المنطقة العربية، فهم اخوتنا في الحضارة وفي الثقافة التي انتقلت من هنا الى الهند ودول شرق آسيا. اذا، فالمسيحية لم تنطلق فقط باتجاه الغرب بل وصلت الى أقاصي الشرق ايضا".

ولفت الى ان "النسبة الاكبر من المسيحيين في الشرق هي من الاقباط الارثوذكس الذين يعيشون في مصر، وان الارثوذكس هم الاكثرية بين المسيحيين في المشرق العربي، وهذا التوزيع والتنوع يجب ان نفهمه"، وقال: "الان، الانسان المسيحي قلق ويحتاج الى من يحميه، ولكنني أقول ان من يحمي المسيحي هو الامان والايمان، واقول اعطني امانا اعطيك مسيحيين متطورين في مجتمعهم ويتمتعون بتأثير كبير في مجتمعهم حتى لو لم يكن عندهم وزراء ونواب. لذلك على الغرب الذي يدعي انه يحمي المسيحيين اقول له اعطني سلاما بدل السلاح وانا اعطيك حضورا مسيحيا فاعلا في الشرق".

الهجرة
وقال لحام: "نحن نعرف انه منذ نشوء الصراع العربي - الاسرائيلي هناك العديد من الحروب والازمات على مدى اكثر من 65 سنة الماضية، وكل مرة تأتي ازمة ما تحدث هجرة كبيرة من المسيحيين وايضا من المسلمين، ولكن بسبب عدد المسيحيين الاقل تظهر نتائج الهجرة السلبية عليهم".

وأضاف: "المجتمع المهاجر من المسلمين والمسيحيين هو هام جدا على صعيد التنوع، وانا علي ان احافظ على المسلم المتنور والمسيحي المتنور هنا حتى لا يذهب كل منا الى الخارج. اذا، القلق المسيحي اليوم نابع من عدم الاستقرار في الشرق، وهكذا نلاحظ عند وجود اي ازمة أمنية نرى الهجرة الكبيرة ولا ننسى ما قاله البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير انه هاجر اكثر من مليون لبناني بين سنوات 2006 و2010 وخصوصا بعد حرب تموز 2006".

وتابع: "اقول، ان سعي المسيحيين في العالم الى السلام في المنطقة هو الهم الاكبر وهو الدعم الاكبر للحضور المسيحي في الشرق، واذا تجند البابا والعالم المسيحي كله من اجل السلام في المنطقة فيكونون حينها يؤدون الاسلم والافضل من اجل خدمة المسيحيين وايضا المسلمين، فحضورنا كمسيحيين في هذه المنطقة ليس من اجلنا نحن فقط بل من اجل المسلمين ايضا، لان الوجود المسيحي يعطي لهذه المنطقة تنوعها وتعددها وبدون هذا الحضور يطغى اللون الواحد، ونحن علينا ان نضع المسيحية في اطارها الجيد القائم على الانفتاح والا يكون قوقعة وحماية من الخارج خدمة لمصالح وامتيازات، ونحن لا نحصر حضورنا بالامتيازات الاجنبية".

الدور المسيحي
وقال لحام: "عندما يقولون في اوروبا ان المسيحي في الشرق مضطهد اقول لهم توقفوا، اعطونا سلاما اعطيكم حضورا مسيحيا فاعلا في الشرق، ولا تتكلموا عن الحضور المسيحي بل تكلموا عن الدور المسيحي، فالعدد المسيحي لا يعنيني شيئا بل الحضور المسيحي والدور المسيحي، وكما يقال لا معنى للحضور بدون دور ولكن اقول لا دور بدون حضور، لذلك علينا المحافظة على عددنا حتى نقوم بدورنا، فالحضور بدون دور لا يعني شيئا والعدد من دون دور لا يعني شيئا، وما يحمي المسيحيين هو وجود الانظمة الديموقراطية والتعددية والمستقرة والساعية دائما الى السلام".

السلام
ولفت الى ان "عدم توفر الديموقراطية في الشرق مرده الى عدم توفر السلام، فالانظمة العربية استغلت القضية الفلسطينية حتى تستعبد شعوبها، واليوم للاسف نسيت قضية فلسطين والكل يدعي انه يدافع عن فلسطين، في حين لا يعطى الفلسطينيون اي حقوق او اي امل بالعودة الى بلادهم. لم نسمع اي صوت يدافع عن قضية الشعب الفلسطيني، والعيب الاكثر ان الفلسطينيين على ضعفهم وعلى عدم اهتمام العالم بهم، وعلى مشاكلهم الكبيرة وما يعانون من فقر ومن اضطهاد ومن مهانات منقسمون على بعضهم بعض. وبما انني احمل جواز السفر الفلسطيني، فقد اقمت وعملت 26 سنة في فلسطين، اقول لاخوتي الفلسطينيين لما عدتم من مرج الزهور في لبنان بعد ابعادكم في مطلع التسعينات وقد اجتمعتم عندي في نابلس يومها قلت لكم يعرف العالم انكم فلسطينيون لانكم تحبون بعضكم بعضا، وقد تحقق هذا الشيء في لقائي بكم. واهمال القضية الفلسطينية ناتج عن عدم اكتراث العالم العربي وتآمر العالم".

وأكد لحام، انه "اذا لم يتوفر السلام في سوريا وفلسطين لن يكون هناك سلام في العالم. والان، الازمة السورية الحالية ليست ازمة سورية فحسب بل هي ازمة الشرق الاوسط، وانا اقول ذلك لكي احفز على حل هذه الازمة كي لا تكبر شراراتها".

رئيس لبنان
وعن انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، اشار لحام الى انه "يقال الرئيس القوي، واقول انا اذا كان لبنان قويا يعني ان الرئيس قوي، واذا كان لبنان ضعيفا فرئيسه يكون ضعيفا، واي زعيم لبناني لا يمكن ان يكون قويا اذا كان لبنان غير قوي، فهذه معادلة خاطئة، لذلك ما نرجوه، ان نقيم الصلاة حتى نوحد الكلمة عند النواب من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، ولذلك انا ادعو جميع اللبنانيين وخصوصا المسيحيين ان نقيم الصلاة في كل كنائسنا من اجل نجاح الانتخاب لرئيس جمهورية جديد، فانتخاب رئيس للجمهورية مهم جدا للبنان وللمنطقة في هذه المرحلة الحساسة، فرئيس جمهورية للبنان ضعيف لا ينفع لسوريا ولا للعالم العربي".

وطلب لحام من اللبنانيين "ان يتخلوا عن المناظرات السياسية وينتخبوا مشاريع جيدة حتى يستطيع الرئيس والحكومة والنواب تقديم الانماء للمواطنين الذين هم بحاجة الى الانماء اولا"، وقال: "نريد اذا، رئيس جمهورية في دولة انماء ومشاريع لتحسين مستوى الحياة عند اللبنانيين. لذلك اطلب من اخوتي النواب والمرشحين ان يوقفوا السجالات ويقدموا سلة من المشاريع كي تعطي الامل للبنان وتقويه، وبدل انفاق 3 مليارات دولار على السلاح فلننفقها على المشاريع، فعندما تتحسن اوضاع الناس يصبح الوطن كله قويا".

وتابع: "يقال عن الكهنة انهم بتوليون لا يتزوجون ولا ينجبون الاطفال لكنهم ينجبون المشاريع الكبيرة، ويقول يسوع "فرحتي ان تأتوا بثمار وتدوم ثماركم"، وفرحتنا ان تدوم ثمار لبنان. وهذه هي قوة لبنان في ان يكون لديه مشاريع تجذب السياحة وكل الاستثمارات، فبدل ان تكون الاموال للسلاح يجب ان تكون للاستثمارات والانماء، وما نريده للبنان حتى تحصل الانتخابات الرئاسية ويتم انتخاب رئيس، قليلا من الديموقراطية وكثير من التوافق، والمطلوب الهدوء والاستقرار توافق اكثر ومشاريع انمائية اكثر".

الشكر لبري 
وأشاد لحام برئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "انه لم يلق سلاحه مرة، فرغم كل الصعوبات كان دائما يدعو المجلس النيابي الى الانعقاد، واشكره لانه لم يتوان مرة، ويحاول مرة اخرى ومن جديد مرة بعد مرة. انا مع تكرار المحاولات والا نفقد الامل. وكما قال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لا تتركوا شعلة الامل تنطفىء في حياتكم، فانا ادعو الرئيس بري الحريص على الدستور الى متابعة الجلسات لحين انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدا "ان ما نريده اليوم هو عملية انقاذ دستورية، ولا يجب ان نفقد الامل في انقاذ الدستور".

مسيحيو سوريا
وعن هجرة المسيحيين من سوريا، قال لحام: "في الواقع، عندما يكون هناك خطر امني داهم، وكما يقول المثل الفرنسي "فليهرب من يستطيع تخليص نفسه"، فوضع المسيحيين في سوريا كوضع جميع السوريين"، مشيرا الى انه يوجد 9 ملايين سوري نازح داخل وخارج سوريا، من بينهم حوالى 450 الف مسيحي"، معتبرا ان "مشكلة النزوح وعدم الاستقرار هي واقع سوريا ككل وليس المسيحيين فحسب".

وقال: "الاخطار والمآسي في سوريا تطال الجميع، انما المسيحي هو الاضعف والاكثر تأثرا بالظروف الصعبة. ولكن في الواقع، فان الاحوال المأساوية دفعت السوريين الى الهجرة ولكن في الحقيقة هذه الهجرة قوت المواطنة فيهم والايمان بمحبة الوطن والله، وانا من دون تبجح اكثر كقائد روحي يتواصل مع المواطنين في الازمات وكل بيت اصابه ضرر او وقع عنده شهيد حاولت زيارته، ورغم الظروف وجدت في تلك البيوت مدارس للايمان وفي كنائسنا مدارس للتلاقي والايمان، وهذه قوة روحية تداخلت مع الروح الوطنية. وعلينا نحن ان نقوي معنويات الناس، فقد تغلبنا على عقدة الخوف في حياتنا وازدادت الوطنية والمواطنة".

وأكد "ان المسيحيين يطالبون اكثر من الاخرين بوطن متجدد"، وقال: "نحن على المستوى الكاثوليكي كان لنا صوت واحد مع باقي الطوائف للتمسك بوحدة وتضامن ابناء سوريا في مواجهة الازمة، مواطنة وايمان متشابكان. وانا اشدد في كل لقاءاتي على الصمود وعلى التحفيز للتلاقي والوحدة بين ابناء سوريا".

واشار الى انه "لا يوجد اي طرف خارجي او داخلي يشجع المسيحيين على الهجرة، بل هم انفسهم يشجعون بعضهم البعض، وعلينا ان نتحصن داخليا وقد طلبت من الدول الاوروبية بعدم استقبال النازحين المسيحيين من سوريا الا لحاجات خاصة جدا".

المعارضة السورية
وقال: "لا ازال أدعو المعارضة السورية الى ان يأتوا، وانا أضمن لهم الاقامة في البطريركية الكاثوليكية دون ان يتعرضوا لاي اذى كان، ومجرد اطلاق هذه الفكرة يعني ان البطريرك هو مع الجميع. والمسيح قال انه أتى ليجمع ابناء الله المتفرقين، وان رجل الدين يجب ان يعمل على جمع الناس وتقريب الافكار وليس ان يفرق".

اضاف: "في الواقع، بعض المواقع المسيحية في اوروبا يتهمون المسيحيين في سوريا بانهم يقفون الى جانب النظام ونحن نعمل على رفع هذه التهمة، وفي الحقيقة ان المسيحي في سوريا وكل مكان انسان مسالم مع دولته فقط ومع السلم والاستقرار، وانا اقول ان المسيحي هو الاكثر حرية الان في سوريا، فلا احد حر اليوم مثل المسيحي، اذ يوجد تصادم بعض الشيء بين بقية الطوائف، وانا اسافر دائما واقول آرائي بكل حرية في كل الامكنة ولم يتدخل احد على الاطلاق معي، وانا حرصت على ان اكون حرا في تصرفي تجاه الازمة السورية ولم اطلب من احد اي منة، اقدم المساعدة دون ان اكون رهينة لاحد. والمسيحيون عموما هم دائما فداء للموت. في الخارج يريدون موقفا مع او ضد، وانا اقول لهم هذه ليست معادلة ان تكون مع او ضد، فانا اريد ان اجمع ودور الكنيسة هو الجمع والتلاقي".

زيارة معلولا
ورأى لحام "ان رغبتنا في زيارة معلولا دفعت بالرئيس السوري بشار الاسد لزيارتها فحصلت وأعطت معنويات كبيرة للمسيحيين الذين رأوا ان الكنيسة كلها بصوت واحد تدافع عن معلولا، ذلك ان الكنيسة تتعهد، من خلال الزيارة، ببناء كل الحجر والبشر من اجل اعادة بناء معلولا".

المطرانان 
وعن المطرانين المخطوفين، أعلن لحام ان "ليس لدينا اي معلومات عن وضعهما، وحتى بطريرك الارثوذوكس لم يستطع ان يحصل على اي معلومات عنهما، ولكن بالامس كان لنا موقف مسيحي مشرف عندما اجتمعنا في كنيسة الصليب للصلاة واعلان موقف واضح بشأن خطفهما وأهمية اطلاقهما لتكون رمزا وفاتحة لاطلاق بقية المخطوفين، ومن بينهم 6 شبان من ابناء معلولا مخطوفون منذ سقوط معلولا في ايلول الماضي". 


اضاف: "نقول في مناسبة تقديس البابا يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين ان يعطينا الله بكهنة قديسين، فنشكر الله انه اعطانا بابوات قديسين، ونحن نحتاج الى قادة في الكنيسة يكونون قريبين من الناس يدعمون الحضور المسيحي بمواجهة الهجرة. وهذان البابويان تميزا بلطفهما وقربهما من الناس، ولذلك انا اطلب بمناسبة تقديسهما ان يكون عندنا رعاة اكثر قربا من الناس، وهذا يعطي الكنيسة وهجا جديدا في ان يكون عندنا قديسين على مستوى قمة هرم الكنيسة".

كنيسة العرب
وختم مؤكدا ان "مقولة كنيستنا هي كنيسة العرب والاسلام هي تراثنا وتاريخنا وهي برنامجنا للمستقبل لاننا كنيسة للمجتمع العربي، فاما ان نكون للمجتمع العربي وللعالم واما ان لا نكون. وفي وصية البابا يوحنا بولس الثاني فان جوهر الانسان ان يكون مع ولاجل، بمعنى ان نكون كنيسة مع العرب ولاجل العرب، كنيسة مع الاسلام ولاجل الاسلام لان نكون في هذا المجتمع ملحا ونورا".