Nouvelles de Syrie

Save Aleppo

14 4 2015
 
 
بروتوكول233/2015د       دمشق في13/4/2015
 
صرخة لأجل حلب الشهباء

        أمام أهوال الهجمات الوحشيَّة والمجازر الدمويَّة التي تضرب حلبنا الشهباء الحبيبة، وتُدمِّر الحجر والبشر، والمطرانيَّات والكنائس والجوامع والمؤسَّسات الخيريَّة والتعليميَّة والأملاك الخاصَّة، وتُدمِّر أحياءً برمَّتها، نُطلق صرخةً وجدانيَّةً وجوديَّةً إنسانيَّة باسم كلِّ الضحايا التي ضرَّجت بدمائها أرض حلب الطَّاهرة، وقتلت أناساً أبرياء رجالاً ونساءً وأطفالاً، ومنهم لا يزالون تحت أنقاض البنايات!
        باسم الإنسانيَّة، باسم الإيمان، باسم كلِّ شريفٍ في هذا العالم، نرفع الصَّوت عالياً، مطالبين المجتمع الدُّوليّ أن يوقف الهجمات على حلب، لا بل على سورية الحبيبة بأسرها، وعلى العراق واليمن وعلى مخيَّم اليرموك، حيث تهجَّر إخوتنا الفلسطينيُّون!
        ألم يقتنع العالم من عدم جدوى القتل والدَّمار والإجرام الذي يستهدف سورية، لينال من صمودها وثوابتها وإرادتها ورغبتها بالسَّلام؟ لماذا لا ينضمُّون إلى مساعي محادثات السَّلام التي عُقدَت مؤخَّراً في روسيا؟
        وفي عيد القيامة نُطلِق النِّداء الذي ورد في رسالة البطاركة الثلاثة (البطريرك غريغوريوس الثالث لحَّام بطريرك الرُّوم الملكيين الكاثوليك، البطريرك يوحنَّا العاشر يازجي بطريرك الرُّوم الأرثوذكس، البطريرك مار أفرام الثاني كريم بطريرك السريان الأرثوذكس)، وفي رسالتنا الفصحيَّة، وندعو الجميع ولا سيَّما المسلَّحين ومموِّليهم وداعميهم، وكلِّ إنسانٍ يؤمن بقيمة الإنسان مهما كان دينه وإيمانه، أن انضمُّوا إلى مسيرة القيامة والحياة!
 
"هذاالمشرق هو منصلب هويتنا، وأما صون خميره المسيحي وطابعه الاجتماعي المتعدِّد الأديان والذي يضمُّ الكلّ تحت مظلَّة الإنسانيَّة، فهو اليوم محكُّ مصداقيَّة العالم تجاه هذه البقعة من الأرض وتجاه ناسها. وأمَّا أمنه وسلامه فهومحكُّ الضمير أمام لغة المصالح. كفانا قتلاً وتشريداً وكفى إنساننا معاناةً. كفانا ترهيباً وإرهاباً منظَّماً ضد إنسان هذ االمشرق.كفانا اغتصاباً لفلسطين وتعامياً عن قضيَّتها العادلة. كفانا جراحاً تنزف في سوريا لعامها الخامس واستيراداً لإيديولوجيَّات متطرِّفة. كفانا لبناناً يغلي تحت نار الحسابات الإقليميَّة والفراغ الدَّستوري، ومَصراً تتلوَّى تحت نار القلاقل. كفانا عراقاً يُدمَّر وأقليَّات، على مختلف انتماءاتها، تُهجَّر وتُستباح وسط تفرُّج دولي مريب".
وندعو جميع أهلنا في حلب وجميع المؤمنين والمواطنين ألا يتركوا شعلة الأمل تنطفئ في قلوبهم... كما أننا نؤكِّد للجميع أنَّ الرَّعاة الرُّوحيين هم معكم في معاناتكم وآلامكم، ونبذل أقصى الجهود في سبيل تخفيف هذه المعاناة. ولينتعشْ جرحى سهام الموت بآمال القيامة، في عيد القيامة المجيدة، عيد العبور من الموت إلى الحياة، ومن العبوديَّة إلى الحرِّيَّة، ومن الذُّلِّ إلى الكرامة، ومن الحرب إلى السَّلام.
ومع كلّ مؤمني كنائسنا المقدَّسة ورعايانا، نُطلق صرخة النصر والحياة: المسيح قام... حقَّاً قام.
مع محبَّتي وتقديري
+ غريغوريوس الثالث
 
                        بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك
                        رئيس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيَّة في سورية